العبودية في ظل الكفالة - مناقشة مفتوحة

موضوع نتطرحه للمشاركة المفتوحة للعبودية تحت وطأة نظام الكفالة وضياع حقوق العامليين وعرض نماذج واقعية

اخي في الله *** إن لم تكن لك حسنة جارية , فأحرص علي ألا تكون لك سيئة جارية


الخميس، 30 ديسمبر 2010

مقــال في العبودية المختارة

تأليف: إتين دي لابوسيه  تاريخ النشر: 01/09/2002
ترجمة، تحقيق: مصطفى صفوان
الناشر: دار العلم للطباعة والنشر والتوزيع






من موقع الأستاذ مصطفى صفوان العالمي كمحلل نفسي، لم تغب عن ذهنه هموم العالم العربي وأزماته ونكباته، فقام بحكم حسه الوطني واعترافه بالدين تجاه اللغة العربية، بإغنائها أولاً: بترجمة ظهور العقل عند هيجل والآن يتقدم بترجمة العبودية المختارة لإتين لابوسيه. وستتبين للقارئ أهمية هذه الترجمة سواء من حيث حسن أدائها وبلاغة ترتيبها، إلى أهمية مقدمتها التي مهدت للتعريف بالمجتمع الغربي كيف استطاع بفضل تطوره الاجتماعي والثقافي، وتجسداته العالية أن يتقبل الديموقراطية وحقوق الإنسان كحل نهائي للنظام السياسي. والآن ومن وحي العبودية المختارة وفي ظل النظم السائدة في العالم العربي وانصياع الشعوب لها، سؤال يطرح نفسه: لماذا يستمر الشعب في الانصياع والإذعان لعقلية سابقة اقتضت عدم وجود لدى الشعب أي تصور لأي نظام آخر في الحكم الذي يحتم وجود حكام غير مسؤولين أمام رعيتهم، وكل واحد منهم مسؤول أمام ضميره، وأمام الله حيث لا يمكن قراءة إرادته إلا بالإيحاء وتدجين رجال الدين على إضفاء الصفحة الروحية على الحاكم. وبالعودة إلى السؤال: لماذا يستمر الشعب بالانصياع والإذعان لنفس العقلية السابقة، رغم أنه يعرف ولا يدعي الجهل؟ وهنا لا يمكن القول بعدم معرفة الجواب، قد لا يكون موجوداً في مقالات الصحف والكتب المنظرة المعاصرة، إنما هو عند إتين لابوسيه ومن يأتي على قراءته يخال أن هذا الكاتب معاصر، يعيش أوضاع العالم العربي، ويلاحظ تناقضاته، يأسف لما حل به من بؤس وظلم وابتزاز واستغلال وخنق للحريات، رغم أنه قد مضى على كتابته هذا المقال أكثر من 450 سنة، إذاً، ما سرّ هذا المقال إذا تب له الخلود، الجواب هو أنه لامس حقيقة نفسية تطال علاقة الحاكم والمحكوم.
وهذه الحقيقة قد تمر بكل الظروف الذاتية، أما أن يطالها النسيان، وأما أن تهمش أمام واقع شاذ يفرض نفسه كأنه الحقيقة، وأما أن يطالها الكبت عند لا وعي الشعوب، وإما أن يطالها القمع إذا ما حصل أنها ظهرت إلى حيّز الوعي والإدراك. المسألة التي يطرحها لابوسييه هو كيف يمكن لشعب أن يذعن لطاغية، يستغله، بأسر حريته، يفرض عليه القمع والإرهاب، يفتح أمامه السجون ويغلق أبواب الحرية، يجره إلى الحروب والقتل والأسر، فقط لإرضاء شهوته في السلطة والتسلط، يستبيح حرماته، أولاده، نساءه، فهم في تصوره ليسوا أكثر من خدم له وكيف يرضى أفراد الشعب كل هذا من شخص يدين لهم بوجوده بالحكم ما هذا التناقض يكفي أن يحجب أفراد الشعب السلطة التي وكلوه بها، حتى يسقط كورقة الخريف من الشجرة (وهذا ما يسمى في عصرنا بالعصيان المدني) إلا أن الجواب عند لابوسيه هو حقيقة لا مجال للشك بها هو أن هذه الشعوب مدفوعة باتجاه الحاكم الواحد الطاغية، كالفراشة باتجاه النور أنه سيحرقها، ليس فقط بدامع العبودية، ويضيف إلى ذلك أن ما هو أكثر غموضاً وإبهاماً أن هذه الظاهرة ليست إلا أنها عبودية مختارة.
ولكن لماذا خيار العبودية هذا، مع العلم وهو يشدد على هذه النقطة، أن الإنسان خلقه الله بالتساوي مع باقي البشر وأنه منذ ولادته حر، أي الحرية حق طبيعي يتمته بها على السواء الإنسان والحيوان. من هنا بدت أهمية تلميحات الأستاذ صفوان من موقعه التحليلي لكي يشير إلى الحقيقة الغامضة التي قال بها لابوسيه، رغم أنه لم ينطق بها لأنه يعلم بديناميكية اللاوعي. يخلص المحلل النفسي مصطفى صفوان وبعد سلسلة من التحليلات الواعية، إلى النتيجة التالية ان التطلع المستمد إلى القائد المخلص هو عبودية مختارة سواء طالت شخصاً حاضراً، أو شخصية تاريخية يريد عودتها أو استعادتها. من هنا سيتبين للقارئ أهمية هذا المقال، وسيدعوه إلى التأمل الذاتي، ويطرح السؤال هل أنا مستعبد في ذاتي أو مبعد عن ذاتي؟!




نبذة الناشر:
قليل من الكتابات تحفظها الذاكرة وتتناقلها الأجيال لكونها تحمل، حقيقة لا يختلف عليها اثنان.

من هذه الكتابات مقالة أتين لابويسيه حول العبودية المختارة. ويظن القارئ لأول وهلة أنها لكاتب معاصر يتابع قضايانا ويتحسس مشاكلنا مع أنه مضى على كتابتها أكثر من 450 سنة. وكانت مرجعاً أساسياً لأكثر قادة الثورة الفرنسية.
يطرح لابويسيه مسألة هامة تطال كل إنسان يعيش تحت وطأة الطاغية. فإذا كان قد ولد حراً فلماذا يسير طوعاً في عبودية مختارة. لماذا عبادة الشخص وكيف ينصب طاغية على رؤوس الخلق ومن أين هذا الأخير يستمد قوته وسلطته إذا لم تكونا قد أعطيتا له بمحض الإرادة ليس من السهولة الإجابة على هذه الظاهرة لأن ما يفسرها ويبررها هو عهد مبطن يربط بين الحاكم والمحكوم، الأول يرى في الشعب مرآة لكماله والثاني يرى في القائد مثالاً أعلى يكتمل بما ينقصه.
وإن قارن لابويسيه الحقيقة، إلا أن إدراكها لا يمكن إلا أن يكون من طريق التحليل النفسي. مما حدا بالأستاذ مصطفى صفوان إلى نقل هذه المقالة (العبودية المختارة) إلى العربية ليتيح لكل مفكر عربي فرصة نادرة للاطلاع عليها، ويمهد لها بمقدمة تحمل في طياتها إلماماً واسعاً بالتطور الفكري إضافة إلى الكثير من تعليقات الأستاذ صفوان التي تفتح أفاقاً جديدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق